رواية "مملكة سفيد"(كاملة جميع الفصول)بقلم رحمة نبيل

موقع أيام نيوز


لو لحقت به قبل أن يرحل تصرخ پغضب شديد 
أنت أيها الفاشل المزعج تبا لخاتمك النسائي أنا لم أسرق شيئا لكن حينما أخرج سأفعل يا فاشل 
توقفت عن الصړاخ وهي تتنفس بصوت مرتفع ليرن اصوات ضحكات تميم في المكان بعدما سمع صوتها وهي لشدة ڠضبها ضړبا القضبان بضيق 
مستفز ..
زفرت بصوت مرتفع ټنهار ارضا تقول بصوت منخفض 

الآن الامل الوحيد في يد زمرد ....
___________________
انضم تميم لجميع الرجال في الحديقة حيث يجتمعون عادة ومعهم العريف ومرجان ورغم أن العريف لا يطيق وجودهم في مكتبته لأن الأمر ينتهي بتدميرها إلا أنه لا ينكر حبه لتلك الجلسات الهادئة التي غالبا ما ينهيها هو بتعكير صفو الجميع .
والآن أين هو ذلك الملك المدلل !
رفع سالار عيونه للعريف يقول بهدوء شديد 
الملك لن يعجبه أن تصفه بذلك أيها العريف 
نفخ العريف دون اهتمام وهو يتحسس بومته الحبيبة 
وكأنني اهتم 
صمت ثم نظر لسالار بخبث يتساءل وهناك نبرة
مرح تظهر في حديثه فقط يشاكسه 
إذن سالار العزيز كيف تسير حياتك هذه الايام رأيت حلما البارحة عسى أن يجعله الله من نصيبك و...
لا أريد معرفته صدقا لا أريد 
اسمع يا ولد هذا حلم جيد 
رفع سالار كفه في وجهه العريف يسكته عن التحدث 
لا شكرا لك أحب عنصر المفاجأة أرغب في التفاجئ بأحداث حياتي بدلا من سماعها منك مقدما 
التوى ثغر العريف يستدير صوب دانيار الذي كان شاردا في السيف الذي يحمله أسفل الطاولة لكن فجأة انتفض على صوت العريف يقول 
دانيار يا بني تعال لاخبرك ما ...
اجابه دانيار بحنق وعدم اهتمام بكل ما يقول 
اششش أعلم أنني سأموت في نهاية قصتي الممتلئة بالتشويق على يد قرصان 
ابتسم له العريف يقول بخبث 
بل قرصانة..
أطال دانيار النظر لوجهه بحنق شديد لكن فجأة انتفض على صوت شقيقه يقول بسخرية 
أي قرصانة تلك! هل ستبحر يا دانيار 
لا يا عزيزي بل العريف هو من يجبرني على الإبحار في محيطات لا علم لي بها 
قال العريف بهدوء 
بل انت من تعاند مصيرك وتقاتله كالجميع هنا لا رجل منكم تعامل مع ما يخصه بلطف كرجل حنون جرب أن تجلس معه جلسة ودية وتتعرف عليه دون قتال 
نظر له دانيار بعدم فهم 
من تقصد !
ضحك العريف بصوت صاخب 
مصيرك 
صمت ثم استدار لتميم الذي ابتسم له وهو يضم ذراعيه لصدره 
هات ما لديك يا عريف أطرب اذني بمصائبك الجديدة لي فما عدت اتأثر 
هز العريف كتفه بهدوء شديد 
لا الأمر فقط أنك تستمر في تجاهل جميع الإشارات حولك وهذا ليس جيدا لاجلك يا فتى 
تدخل مهيار يقول بجدية وهو يستند على الطاولة 
وأنا أيها العريف ألم ترى رؤية لأجلي 
تنهد العريف وهو يربت على كتفه 
أنت يا بني مصيرك مشرق إن شاء الله لكن فقط اتبع قلبك ودعك من كل هؤلاء الرجال حولك 
نظر مهيار للثلاثة الحانقين وهو يفكر في حديث العريف ليتفاجئ بضړبة من يد دانيار الذي قال بحنق 
وتفكر أيضا هل ستعتزل شقيقك لأجل تخاريف هذا العجوز مهيار 
ما بك أنا حتى لم أتحدث بكلمة واحدة يا رجل توقف عن ضړبي بهذا الشكل كي لا انسى أنك شقيقي الأكبر 
نهض دانيار يستعد لقتال بينه وبين مهيار وهو يردد بصوت مشحون پغضب شديد 
وماذا ستفعل أنت ها !
واجهه مهيار ببنية جسدية لا تقل قوة عن خاصته 
سأريك ما سأفعل 
نهض تميم يتدخل كالعادة بين الإثنين وهو يردد بصوت مغتاظ 
ما بكما يا احمقين توقفا عن تصرفات الصغار هذه 
لكن الاوان كان قد فات واشتبك الاثنان في قتال راح ضحيته تميم الذي كان يطاله منهم ضربات متفرقة ليقرر أن يكون طرفا ثالثا في القتال وكل ذلك تحت أنظار العريف الذي تأتأ بعدم رضا 
يا ويلي منكم كالصغار 
وسالار يراقب كل ذلك بملامح جامدة وهو يضم يده لصدره وكأنه يستمتع بمشاهدة ما يحدث مرددا 
يا فرحتي بكم أين الملك ليشاركني فخري بجنوده 
__________________
أما عنه كان يتحرك بخيله بعد جولة مسائية هدف منها لاستتشاف بعض الهواء الصافي يحاول التنفس بحرية بعد تلك المقابلة المشحونة مع الشيخ هو كذلك كلما شعر بالاختناق يتصعد لجولة بخيله تخفف عنه ثم ينتهي للذهاب صوب الشجرة الخاصة به قرب المزارع ..
لكن بالنظر لذلك الجسد الذي احتل مكانه علم أنه ليس الوحيد المهموم في هذه الليلة .
تحرك بالخيل يبطئ حركته صوب الشجرة يحاول تبين هوية ذلك الجسد والذي أدرك أنه يعود لامرأة حين اقترب ولمح تكوينه لكن الوجه لم يكن واضحا رغم أنها لم تكن تضع غطاء له وكأن الظلام كان خير عون لها حتى تخفي ملامحها عنه وخاصة ...عيونها .
كانت كهرمان تجلس في المكان تضم قدمها لصدرها بتعب شديد وقد استعادت العديد من الذكريات في تلك الساعات التي قضتها هنا دون أن تهتم بجوعها أو برودة الأجواء لكن انتفض جسدها حين سمعت صوتا يهدر جوارها .
من أنت آنستي وماذا تفعلين هنا في هذا الوقت من الليل !
نهضت كهرمان بسرعة تضع غطاء الوجه دون تفكير وبحركة سريعة حين علمت الصوت استدارت ببطء ترى ملامح الملك التي انعكست عليها اضواء المزرعة اطالت النظر به تقول بصوت منخفض رقيق وعيونها التي كانت ترمقه بكل الحقد والكره باتت في هذه اللحظة ترسل له رسائل امتنان وهي تتذكر كلماته للشيخ ومساعدته لمملكتها 
عفوا منك مولاي كنت أشعر بالاختناق وخرجت لاستنشاق بعد الهواء ويبدو أنني لم أعي للوقت 
تسألون إن كان تعرف على هويتها ! بالطبع فعل فمن ينسى تلك الحركات الراقية وذلك الصوت الرقيق الذي لا يصدر من الكثير هنا .
أفاق على
حركتها المعتادة وهي تمسك أطراف فستانها بكل رقي تميل بعض الشيء له وتخفض رأسها بهدوء واحترام شديد 
اعذرني مولاي سوف ارحل الآن 
هي أميرة يقسم أن كل التصرفات وهذا الحذر في إخراج الكلمات وتلك الحركات والانامل الرشيقة التي تعمل متى تحمل أطراف ثوبها برقي ومتى تميل ومتى تبعد أطراف الثوب عن طريقها لا يمكن أن تكون لفتاة تربت وترعرت في منازل الأشخاص البسطاء .
تنفر مراحيض العامة وتشكو قلة الرعاية والزيوت العطرية تنبذ حياة من المفترض أنها تنحدر منها .
كهرمان ...كهرمان نعم يتذكرها يستطيع تمييزها من بين المئات ابتسم يقول لها بهدوء وبكل بساطة تخفي خلفها خبثه ونبرة غامضة 
إذن من أي مملكة تنحدرين .. أميرة كهرمان !
ورغم أن الفراغ حولهم في هذا الوقت لم يكن يساعد على حدوث صدى صوت أو ما شابه لكن هي شعرت وكأن كلماته التي نطق بها منذ ثواني رنت في أذنها مرات متتالية وكأنها تتعمد اخبارها أنها كشفت .
اتسعت أعين كهرمان وقد شعرت أن قلبها توقف لثواني معدودة ثواني قليلة فقط حتى تمالكت نفسها واستطاعت التنفس وهي تقول بصوت خاڤت وما تزال تخفض رأسها باحترام شديد 
عفوا مولاي لا افهم ما تقصد 
ابتسم وكأنه يقول حقا 
بلى تفعلين أليس من العجيب أن تسكن أميرة أسفل سقف قصري وتعمل به هل تحبين تجربة الحياة العادية أم أن مملكتك ارسلتك جاسوسة على مملكتي 
تنفست كهرمان بصوت منخفض كي لا ينتبه لتوترها ثم رفعت رأسها ببطء تقول بنبرة جادة هادئة
في الحقيقة مولاي أنا لا اعلم سبب استنتاجك لأمر كوني أميرة لكنني أؤكد لك أنك مخطئ جلالتك 
رفع إيفان حاجبه وهناك بسمة جانبية قد ارتسمت على فمه ثم قال ببساطة شديد 
أوه حقا 
نعم 
كلمة صغيرة نطقت بها وهي تشحن عقلها بمائة سبب وحجة تثبت بهم أنها ليست أميرة وأنها مجرد فتاة عادية تنتظر منه رفضا لكلمتها كي تنطلق في الدفاع عن هويتها المزيفة لكن كل ما خرج من إيفان هو هزة كتف بسيطة وكلمات أبسط 
حسنا كنت امزح فحسب 
كلمات بسيطة جعلت أعين كهرمان تتسع بشكل قوي وهي ترفع وجهها لها بهذه البساطة كان يمزح كان سيتسبب في توقف ضربات قلبها لأنه فقط ...يمزح 
لكن مهلا ما سبب تلك البسمة التي ارتسمت على فمه هل كان يمزح حقا أم فقط يسخر منها أم ماذا !! ذلك الرجل داهية كما وصفه أرسلان سابقا ما تزال تتذكر كل أحاديثه عن إيفان في اجتماعه مع والدته أثناء وجودها .
إيفان هادئ أشفق على من يعتقد ذلك إيفان داهية ماكر وتفكيره مرعب صمته يرعب أكثر من حديثه لذا لا إن سألتني رأيي فلا أنا لا اطمئن لبسماته ونظراته بمقدار حبة خردل ذلك الرجل ورث عن والده وأجداده عقل سام
كلمات كانت تتردد على مسامعها لكنها لم تكن تهتم بها كثيرا فما حاجتها لتعلم صفات كل ملك من الملوك! كان يكفيها أن تعلم صفات ملك واحد وهو شقيقها أفضل رجال العالم في عيونها ذكي وقوي وحنون رجل بكل ما للكلمة من معنى .
خرجت من شرودها بشقيقها وإيفان على صوت إيفان وهو يردد 
إذن اعتقد أنك مضطرة الآن لتعودي إلى القصر آنستي فبقائك في هذا الوقت خارجا مرفوض تماما 
نظرت له كهرمان من خلف غطاء وجهها تحمد الله أنه لا يرى ردات فعلها ولا شرودها به ولا ملامحها التي تتغير مع كل كلمة منه .
تنهدت بصوت مرتفع ثم أمسكت أطراف ثوبها 
اعتذر منك مولاي سأعود حالا للسكن الخاص بي
كانت أعين إيفان تراقب أناملها تلك وبسمته ما تزال ثابته أعلى فمه انحنى لها برأسه في خفة شديد ثم تنحى جانبا يسمح لها بالمرور وهي سارت بهدوء مبتعدة عنه بخطوات حريصة وطريقة سير يعلمها هو تمام العلم ..
وثقت بجهله وهذا أكبر خطأ ارتكبته .
وأثناء مراقبته لها وهي ترحل وقبل أن يقرر صعود حصانه للذهاب حيث الرجال ليجلس معهم كعادته سمع صوتا جعل جسده يتحفز بشكل غريب صوت يعلمه جيدا .
ارتفعت أعينه بسرعة صوب السماء يبصر قذائف عديدة تتطاير في الأجواء مبددة سكون الليل لتتسع عيونه بقوة ينظر صوب كهرمان التي كانت تتحرك ببطء شديد والقذائف تتطاير في المكان .
فجأة أطلقت كهرمان صړخة اخترقت سكون الليل حين شعرت بيد إيفان تجذبها پعنف صوبه اتسعت عيونها بړعب وكادت تصرخ لكنها تفاجئت حين حملها دون مقدمات يلقي جسدها على حصانه يقول بصوت مرتفع 
لغرفتك ولا تخرجي منه 
نظر للحصان يضربه بخفة صارخا 
تحرك بسرعة هيا 
وفي ثواني وكأنه فهم ما يريده إيفان هرول الحصان بسرعة كبيرة بكهرمان التي اطلقت صرخات مرتفعة وهي لم تستوعب بعد ما يحدث لكن وبردة فعل غير إرادية من يدها امسكت لجام الفرس تتحكم
بجسدها أعلى الفرس بكل براعة وقد أبصرت للتو القذائف لټضرب خصر الحصان بقدمها وهي تصرخ بړعب 
اسرع 
راقب إيفان بأعين مذهولة سرعة تداركها للموقف وجلستها أعلى ظهر حصانه وكأنها ولدت فارسة ابتسم بسمة غريبة غير مصدقة ساخرا 
نعم فتاة عادية بالكامل ..
تجاهل الأمر وهو يركض في المروج بسرعة ېصرخ بصوت مرتفع جهوري يستل سيفه من غمده 
هجوم على المملكة هجوم على المملكة 
وعلى صوت الملك انطلقت أبواق الانذار بشكل مثير للفزع وقد
 

تم نسخ الرابط