رواية "مملكة سفيد"(كاملة جميع الفصول)بقلم رحمة نبيل
المحتويات
تريدين فلا يجب أن تخرجي بين الحراس كل دقيقة بهذا الشكل دون غطاء وجه أو حتى لثام أنت ملكة تأمرين فتطاعين
سخرت من جملته الأخيرة زودت لو تضحك لكن هو منعها يقول بجدية
أدرك أن الملك يتعامل معك بهدوء وصبر لأنك تجهلين قوانينا لكن هناك أمور لا يجب تجاوزها كغطاء الوجه
ختم جملته بنبرة غاضبة وعيونه تدور حوله باحثا عن أي رجل قد يكون انتبه لها وينظر صوبها وهي تنظر له فقط بجهل لسبب غضبه تدرك أنها تخرق العديد من قوانين مملكته لكن السبب كان وببساطة أن أحدهم لم يخبرها تلك القوانين .
حسنا اسمع اولا أنت لا يحق لك أن تصرخ في وجهي بهذا الشكل سواء أن كنت ملكة أو حتى جارية لا حق لك في الصړاخ بوجهي فقط لأنك تفوقني طولا وتسير حاملا سيفا في حزامك أنا أيضا سأتعلم القتال وسأتفوق عليك وسترى ذلك يوما ما ثانيا طلبت منك مساعدة كان يمكنك الرفض دون الحاجة لكل تلك المحاضرة فلن أموت جوعا إن لم تتكرم سيادتك واطعمتني
به خلف قناعه الحديدي ذلك لكن ومن حيث لا تعلم شقت بسمة غريبة دخيلة ملامح وجهه التي لطالما كانت صامدة في وجه أي علامة سعادة وصوته خرج هادئا يقول
أولا تهاني الحارة لك مولاتي لتعلمك المبارزة لكن صدقيني حتى وإن اصبحتي محاربة فلن يأتي عليك يوم وتهزميني فلا تحاولي المقارنة بين صقر يحفظ السموات السبع ويحلق بهن بمهارة وبطريق علمتيه الطيران بعد نضجه لا يستوون
ثانيا لا تتحدثي بكل ثقة هكذا فأنت ستفنى اعوامك المتبقية حتى تصلي فقط لمكان المطبخ وليس لتتناولي طعامك
رفعت تبارك رأسها بكبرياء كبير تتحداه أن يزيد كلمة أخرى تقاطع تلك المحاضرة التي ضړب بها سالار كبرياءها بها عرض الحائط .
تحدث بصوت ساخر
إلى أين مولاتي
قالت تبارك دون أن تهتم حتى بالاستدارة والنظر له
للچحيم
ابتسم بسمة متسعة أكثر يقول
أوه هكذا إذن هذه مرتك الاولى التي تختارين الطريق الصحيح مولاتي فهذا بالفعل طريق الچحيم
زفرت وهي تفكر في سالار وكلماته أخذت تتمتم بصوت منخفض وحنق تقلد صوته
أنت ستفني اعوامك المتبقية حتى تصلي للمطبخ .. وكأن مفيش بشړ اسألهم عن الطريق غير اللي يسأل ميتوهش
هيحصل حاجة لو حطوا بجد في كل ركن تلاجة ! لازم اقترح الاقتراح ده على الملك بكل جدية
وقبل أن تستدير للعودة من ذلك الطريق وتجنب الدخول لذلك الدرج المظلم فهي ليست من الغباء والفضول الذي يجعلها تخوض في المجهول وتخاطر بنفسها .
تذكري تبارك خطة السلامة الجسدية التي وضعتها لذاتك نفسك ثم نفسك ثم ....ما هذا هل هذه اصوات صرخات مټألمة ! هناك من يستغيث وېصرخ .
انتفض جسد تبارك بقوة وهي تنظر حولها مبتلعة ريقها ولم تستطع أن تخطو خطوة أخرى خارج الممر وواجبها يحتم عليها الذهاب ورؤية ما يحدث هناك من يتألم وهي ...هي ممرضة تستطيع أن تساعده إن كان بحاجة للمساعدة .
اقتربت من ذلك الدرج تخطو للاسفل بتمهل شديد وړعب وصوت الصرخات يقترب أكثر والخۏف يعلو .
مرحبا هل هناك أحد هنا أنا...أنا يمكنني المساعدة
لكن كل ما وصل لها في المقابل صوت صرخات أعلى ومن العدم خرج رجلان يحملان سيفين في وجهها واعينهما تقدح شرارا ليهتف أحدهما في وجهها بصوت جهوري قوي
ما الذي تفعلينه هنا وكيف وصلتي لهذا المكان
شحب وجه تبارك تتراجع پخوف للخلف تحاول أن تجد كلمات تجيب بها عليه
أنا فقط ...سمعت صرخات تستغيث و...فكرت أن هناك من يحتاج مسا....
وقبل أن تكمل كلماتها أطلقت صړخة مړتعبة رنت في الإرجاء حولها حين رفع أحد الرجلين سيفا في وجهها بقوة وبسرعة كبيرة لم تستوعبها حتى وسقطت هي ارضا تخفي وجهها مرتجفة ...
وقبل أن يصدر أحد الرجلين أي كلمة إضافية أبصرا جيدا يمنع الضوء الصغير الذي يتسرب من الطابق العلوي وقد تعرفا إلى ذلك الجسد جيدا ابتلع الرجل ريقه بريبة حين سمع صوت القائد يهدر في المكان بقوة
سيفك للاسفل ولا تتجرأ وترفعه في وجهها مجددا
وفي ثواني اخفض الجنديان سيوفهما ونظرات سالار ما تزال محتدة تحرك بعيونه صوب تلك المچنونة التي لم يتخيل أن تغامر وتلقي نفسها في هذا المكان المخيف حيث السجون الأكثر خطۏرة في المملكة .
تنفس بصوت مرتفع يحاول أن يهدأ يرى نظراتها المترجفة صوبه وكأنه والدها وجاء لينقذها من بعض المتنمرين رفع سالار عيونه للجنود وقال باحترام شديد لها بقصد أن يعلمهم هويتها
اعتذر هما بدر من الجنود مولاتي فهم لا يعرفونك بعد
تراجع الرجال للخلف بړعب من تلك الكلمات وارتابوا من معانيها وقد أجاب سالار قائلا بتأكيد عما وصل لهما
هذه هي الملكة اظهروا بعض الاحترام لها
اخفض الرجال رؤوسهم ارضا واضعين ايديهم جانبا مخفيين سيوفهم للخلف متحدثين بنبرة طاعة عمياء
نعتذر عما بدر منا مولاتي لم نتعرف عليك
تراجعت تبارك للخلف دون رد وهي تنهض بتعثر تستند على الجدار ثم نظرت لهم ولسالار وبعدها تحركت بسرعة خارج هذا المكان تتجنب كل تلك الصرخات وبمجرد أن وصلت الممر
الخاص بالطابق العلوي حتى أطلقت لساقيها الريح تبكي پخوف شديد مما رأت وسالار الذي خرج خلفها بسرعة كبيرة يتنفس بصوت مرتفع يتحرك خلفها يحاول اللحاق بها وكذلك فعل حينما وصل لمفترق الطرق يراها تنظر لهما بريبة أن يقودها أحدهما لحتفها هذه المرة .
صدر صوته من الخلف يقول بهدوء وصوت بارد بعض الشيء
هذا كان سجن القصر
استدارت له تبارك بحدة ليكمل بهدوء شديد
غير مسموح لأحد أن يطأ تلك الممرات اطلاقا .
تجاهلته تقول بصوت منخفض
اريد العودة لغرفتي إذا سمحت
نظر لها ثواني قبل أن يسبقها بهدوء شديد وهي تسير خلفه دون كلمة ومازالت يدها ترتجف كلما تذكرت ذلك السيف الذي كاد يخترق رقبتها أولم يهددها سالار من قبل مئات المرات لم لم تخف منه وتلك كانت المرة الوحيدة التي ترتعب لټهديد.
دقائق قليلة وسمعت صوت سالار يقول بهدوء
وصلنا
رفعت عيونها له بغرض شكره لكنها تعجبت حين وجدت نفسها تقف في شرفة واسعة بها طاولة كذلك تطل على الحديقة نظرت له تبارك بعدم فهم ليقول سالار بهدوء وبنبرة جادة لا حياة بها بعدما أخفض عيونه ارضا يميل لها باحترام مستخدما رأسه
سأرسل لك العاملات بالفطور هنا ..
وبهذه الكلمات غادر غادر تاركا تبارك تنظر لاثره پصدمة كبيرة تحاول أن تستوعب ما فعل لقد احضرها لتتناول فطورها هو اهتم بها رغم كل شيء ..
هو إنسان جيد رغم كل تلك القشور الصلبة التي تحيط به...
وسالار الذي تحرك بعيدا عنها بعدما أخبر العاملات بكل شيء تريده ونبه عليهن أن تسألنها كل وجبة إن كانت جائعة ويحضرن لها الطعام تجنبا لكل ما يحدث حين تفوت الطعام .
توقف سالار في الممر حين أبصر جسد تميم يتحرك له بسرعة وبلهفة شديد وهو يقول من بين أنفاسه المبعثرة وقد كان واضحا أنه يركض
قائد جيد أنني وجدتك نحتاجك وبسرعة هناك حرب قد اشتعلت في قاعة العرش في تلك اللحظة ....
مستقر أعلى عرشه بكل كبرياء يرفض حتى أن يخفض نظراته صوب الجميع وبسمة جانبية ترتسم على فمه بعد كلمات الملك آزار الذي يقف مع جنوده في منتصف قاعة عرشه وجواره يقف الملك بارق ملك سبز وهو يطيل النظر به ينتظر منه إجابة على اتهام آزار له .
إذن ملك إيفان لا رد لك على ما قيل في حقك منذ دقائق!
نظر إيفان بهدوء شديد صوب بارق يجيب بمنتهى البساطة وبملامح عادية
وما الذي قيل في حقي منذ دقائق ملك بارق !
تلك الرسالة التي وصلت لمملكة الملك آزار من بافل تفيد أنك الشخص الذي عاونه لدخول مشكى منذ البداية
هبط إيفان عن عرشه يتجرد من تاجه ومن ثم نزع ثوب الملك الذي يتطاير خلفه ليظل فقط بثيابه العادية ويقف أمامهم بهدوء يقول
أوه نعم بخصوص هذا ..لا أنا لا أملك رد على مثل هذه التراهات
ضحك آزار بشراسة صارخا في وجه إيفان وقد اشتعلت اوداجه بالڠضب مما يقال
وما الذي سيقوله ملك بارق ! سيخبرك أنه تعاون مع هؤلاء الشياطين لإسقاط مملكة مشكى هل سيعترف على نفسه سيحبرك أن حقده وكرهه للملك ارسلان تحكما به لدرجة أن يتناسى صداقتهما التي استمرت عقود ويبيعه للشيطان بافل !
تحركت أعين إيفان ببطء شديد صوب آزار يجيب ببرود لم يتخلى عنه منذ بداية الحوار فإن فعل لن يضمن أن تظل جدران القاعة مكانها
جيد أنك تعلم أن الخائڼ لن يأتي ويعترف على نفسه ومن افضل منك ليعلم ملك آزار
بهت وجه آزار وشعر بالصدمة من تلميحات إيفان له في الوقت الذي دخل به سالار بقوة يتحرك صوب الجميع وقبضته تحسست سيفه يتجهز لأي هجوم لكن نظرة من إيفان أوقفت كامل تحفزه .
هدأ جسد سالار قليلا لكنه لم يسقط كامل دفاعاته في انتظار إشارة صغيرة منه و عيونه تدور على آزار الذي همس بدفاع عن نفسه
ما الذي ترنو إليه ملك إيفان تلك الرسالة التي وصلت لقصري تخبرني بوضوح أنك أنت من ....
قاطع إيفان كلماته وهو ينظر له نظرات قوية مخيفة
يبدو أن هناك علاقة طيبة بينك وبين بافل لتتبادلا الرسائل ملك آزار علاقة طيبة لدرجة أن يصل مرسولة حتى قصرك حسنا أخبرني لم ارسل لك أنت بالتحديد رسالة يدينني بها
صمت ثم أضاف بسخرية لاذعة وهو يميل له برأسه هل أنت الوصي علي أم هل يظنك ستوقفني عند حدي إن كنت بالفعل خائڼا والسؤال الأهم هو هل بافل من الغباء الذي يدفعه لكشف حليفة بهذه البساطة لا تخبرني أنه اكتفى بمشكى وقرر أن يكشف مساعده لكم لتتخلصوا منه
صمت ثم دار بعيونه بين الجميع يقول بهدوء شديد يضم يديه خلف ظهره وصدره العريض بارز أسفل ثيابه البيضاء
حينما تأتي بإجابة لهذه
الأسئلة ملك آزار يمكنك وقتها أن تأتي
متابعة القراءة