رواية "مملكة سفيد"(كاملة جميع الفصول)بقلم رحمة نبيل
المحتويات
بنظرات مصډومة مما فعل لكن سرعان ما تحولت تلك النظرات لأخرى قوية متحدية وكأنها تخبره أنها لم تنس ما قاله البارحة ابتسم سالار بسمة جانبية يتوقف جوار تبارك يقول بجدية
أرى أنك تسيرن بخطى جيدة لتصبحي امرأة يعتمد عليها في الجلوس على عرش سفيد كل هذا وأنا فقط وافقت على تدريبك تخيلي عندما أبدا التدريب الفعلي
استدارت بسرعة تحدق في ظهره هامسة پغضب شديد
مستفز ومغرور ...
مولاتي
استدارت صوب الصوت لتبصر دانيار الذي نظر لها باحترام يشير بيده
الحقي بي رجاء.
تنفست بصوت مرتفع تسير خلف دانيار وكل ذلك تحت أعين زمرد التي نست عملها وكل شيء وهي تشاهد ذلك العرض الذي اختتمه دانيار بأخذ الملكة والرحيل .
ها انظروا من يتعامل كالبشر الطبعيين الآن أيتعين علي أن أصبح ملكة حتى يعاملني بهذا الشكل ولا يتصرف كحقېر معي فقط لأنني أطالب بما لي حسنا نفذ صبري أنا سأستعيد منه سيفي وبالقوة إن اضطررت لذلك
وبهذه الكلمات إتخذت زمرد قرارها تتحرك بقوة بعيدا عن المكان تلحقها شياطين الأرض اجمعين وجميعهم ستسلطهم على شخص واحد ...دانيار .
سار في الممرات المظلمة والتي كانت أكثر آدمية من منطقة السجون الأخرى التي يطلقون عليها چحيم سفيد هذه السجون التي يتحرك بها هي لمن ارتكب جرما هينا مقارنة بأفعال قڈرة تشيب لها الرؤوس ..
توقف إيفان أمام الزنزانة التي تجلس بها ملثمته أو من ادعت أنها ملثمته يراقبها جيدا بأعين ضيقة قبل أن يضرب الحديد متسببا في انتفاضة جسدها لتنظر الفتاة حيث يقف ..
قاطعها إيفان بيده التي ارتفعت في وجهها
هل ارسلك أحدهم لفعل ذلك ! هل تعملين لحساب أحدهم !
اتسعت أعين الفتاة مما وصلت له الأمور هل لم تفعل كل ذلك سوى لظنها الغبي أنه يبحث عن تلك الفتاة لأنه يريدها له سقطت دموعها بندم
لكن إيفان مجددا أوقفها يطيل النظر في عيونها ثواني ثم هز رأسه يتحرك صوب الخارج دون كلمة إضافية ولا تعلم الفتاة سبب مجيئه ورحيله دون مقدمات .
سقطت ارضا ترثي حالتها البائسة وهي تحاول التفكير في حل لأجل الفرار من هنا
ختمت حديثها وهي ټنفجر في بكاء حاد ترتكن لأحد الجدران تصيح بهم أن يطلقوا سراحها ..
بينما سار إيفان خارج السچن يفكر في كل شيء متعلق بهذه الفتاة صوتها الذي جاء خصيصا ليسمعه مجددا وعيونها قامتها وهيئة جسدها يشعر أن هناك شيء خاطئ هذه لا تشبه بأي شكل من الاشكال الفتاة التي تبارزه إذا لم تكن هي فكيف علمت بأمرها وتنكرت بهيئتها ما الذي يحدث حوله
لا يدري ما يحدث لكنه يعلم أنها ليست هي لا شيء
بها حتى العيون والتي يختلف حتى وميضها عن وميض ملثمته ..
رفع رأسه يتحرك صوب ساحة التدريب التي اخلاها خصيصا لأجل تدريب الملكة ليتفقد الأمر قبل أن يعود لإدارة مملكته ..
خرج يمر بالساحة الخاصة بالجنود حيث يتبارز عادة مع الفتاة التي حتى لا يعرف لها اسما أبعد عيونه عن الساحة ولا يدري ما يشغل باله بها هل هي كلمات العريف ! أم اشتياقه لقتال معها دون قيود
هل تبحث عني
استدارت رأس إيفان كالړصاصة صوب أحد الأشجار بسرعة كبيرة ليبصرها تستند على الشجرة ببرود شديد تتلاعب بالسيف بين قبضتها وعيونها تحدق به .......
توقف بخيله على حدود المملكة بعدما انتهى من أمور جنوده داخل القصر وجاء لتفقد الحدود المشتركة مع مشكى الحدود التي أصبحت حدود شائكة بعدما كانت مجرد حدود بالاسم فقط نظر بأعينه صوب مشكى يرى جنود بافل يدورون على بعد صغير منه يتمخترون على رمال مملكة ما كان لهم أن يطئوها يوما سوى بوجوههم حينما ټدفن فيها .
رفع عيونه بقوة يبصر قصر مشكى الملكي الذي يعلو أحد الجبال وعيونه تنير بضوء مختلف وصوت داخل عقله يهمس بكلمات رفيقه
أنظر يا سالار هذه مشكى ارضي وارض أبائي جميلة بكل ما فيها وإن مت يوما اتمنى أن أكون شهيدا مدافعا عنها
ابتسم سالار بسمة صغيرة يحرك عيونه صوب الجنود الذي يتضاحكون أمامه بصوت صاخب ينظرون صوبه بنظرات ساخرة وكأنه مجرد مهرج يسليهم وهو منحهم بسمة لطيفة يرفع كفه لأجلهم لتبهت وجوه الجميع وتعلو نظرات التعجب وجوههم .
هبط سالار عن خيله يتقدم صوب الحدود بينهم يراقب أنهم تداركوا فاجعة ما فعل هو ودانيار وتميم واحضروا جنود كثر وهذا متوقع فهم يمتلكون عداد ضخم كالحشرات تماما يتكاثرون بشكل مخيف .
توقف سالار بينما جنوده كانوا مستنفرين جواره ظنا أنه سيشن هجوما أو ما شابه لكن سالار فقط نظر لهم نظرات يقول بصوت هادئ وكأنه عابر سبيل مر بهم بالصدفة
السلام عليكم ..سمعت أنكم أتيتم لمشكى منذ فترة وجيزة ولستم من شعبها صحيح !
نظر له الرجال بجهل يتعجبون أن يقترب أحد رجال الممالك الأخرى والتحدث معهم بهذا الود نظر له أحد الرجال يقول ببسمة ويبدو أنه لم يتواجه يوما لا هو ولا أي واحد منهم مع سالار في ساحة الحړب ليجهلون محدثهم
نعم صحيح ومن أنت
حرك سالار رأسه وعيونه ينظر لمحيطه بهدوء
عبد فقير إلى الله دعكم مني واخبروني ما الذي تفعلونه في بلاد ليست لكم ووطن ليس وطنكم ياقوم ما بالكم استحللتم الډماء والأرض والعرض لا يعقل أنكم ولدتم منبوذين أعلم أنكم كنتم قبل ذلك مسلمين لكن نبذتم أنفسكم عن دينكم وتركتم ارضكم واتبعتم أنفسكم فاصبحتوا منبوذين
على الڠضب ملامح الرجال وغلت المراجل في صدورهم وانتفض أحدهم بقوة يدافع عن تلك الأرض التي لا يعلم عنها شيئا على أية حال
من قال أنها ليست لنا يا هذا نحن اخذناها وفزنا بها إذن نحن الآن أهل هذه البلاد وهذه أرضنا ووطننا
ابتسم لهم سالار بسمة خفيفة وجنوده حوله ينظرون له پصدمة وعدم فهم لسبب هذا الحوار لكن سالار لم يهتم وهو يقول بهدوء شديد ونبرة تشع بالسلام
إذن إن أخبرتك أنني قائد جيوش سفيد وعلى استعداد لمنحك منزل داخل بلادي وأعطيك من الأموال حتى تكتفي واضمن لك ألا تجرفك امواج الحړب العاتية وأحفاظ على حياتك هل تنضم لجيشي وتساعدني
اتسعت أعين الجميع وعلت نظرات متفاوتة أعينهم لا يصدق أحدهم أنهم أمام قائد جيوش سفيد الذي كان بافل منذ أيام على وشك إحراق المكان لأجل ما فعل بهم تبادل الجميع النظرات وقد بدأ الطمع يعلو عيونهم والتردد يزين ملامحهم وسالار منحهم بسمة واثقة ينتظر منهم ردة فعل وقد كانت حين تقدم أحدهم يقول بريبة
أنت تحاول خداعنا أليس كذلك
لا عزيزي أنا لا اتبع نفس أساليب قائدك فأنا لا اتحايل أو اخدع أحد
لمع الاستحسان على ملامح الجميع وقد بدت فكرة الانضمام لسفيد وتأمين حياتهم في مملكة آمنة مستقرة فكرة جيدة لكن مستعبدة فهم ما كان لهم أن ينسلخوا عن حقيقة كونهم منبوذين الأمر صعب وهذا الرجل أمامهم لا بد أنه يسخر منهم فقط وإن كان جادا ما كان ليعرض أمر كهذا بهذه النبرة الساخرة وهذه البساطة وقبل أن يحسم أحدهم تردده ويبدي رأيه بشأن عرض سالار اعتدل سالار في وقفته يقول بجدية
حسنا هذا ما كنت انتظره إن كنتم على استعداد بالتفكير فقط مجرد تفكير في عرض لترك تلك الأرض التي تقفون عليها مقابل امتيازات أكثر مما تقدمها لكم فهذا يعني أنها ما كانت يوما وطنا لكم أصحاب هذا الوطن هم أنفسهم من يعانون وېقتلون ويعذبون على أيديكم ولم يفكروا لحظة في التخلي عنها لأجل شيء
وانتم تعيشون مرفهين ورضيتم تركها لأجل رفاهية أكبر لا يستوون ..
ختم حديثه يتحرك بعيدا عنهم ساخرا وقد زرع داخلهم ما كان يرنو إليه من حواره ليسمع صوت رجل مرتفع
لكن هذا يعني أنك خدعتنا مثلك مثل بافل
ابتسم سالار بسمة جانبية وعيونه قد ألتمعت بسواد قاتم وهو يقول دون أن يستدير لهم
جيد أنك تعلم ما يفعله بكم بافل وفيما يخصني فأنا لم أكن اخدعكم بشيء بل كنت أظهر لكم أنكم مجموعة مرتزقة لا وطن لكم ولا أرض ولا ذمة أنتم حمقى تبيعون أنفسكم لمن يدفع أكثر وأنا يوما لن أقبل امثالكم داخل أرض سفيد ولن أسمح أن يمس أحدهم ذرة رمال منها
ابتسم أحدهم بسخرية يتقدم الجميع صوب الحدود الفاصلة بينهم والتي كانت عبارة عن قطع حديدية كبيرة تخطى ذلك الجندي الحدود يتحدث بصوت ساخر متحد
ها أنا لمست رمال سفيد وإن أردت أن اتمرغ بها سأفعل
استدار سالار ببطء يرمق قدم ذلك الرجل الذي يحركها على الأرض أسفله كما لو كان يدهس حشرة ثم رفع عيونه صوب وجهه بهدوء شديد
حسنا أمر التمرغ لا جدال عليه فأمثالك من الخنازير اعتادوا التمرغ بالوحل لكن نسيت أن هذه سفيد وليست بركة الوحل خاصتك والآن امنحك ثلاث ثواني لتعود حيث كنت وإلا اعتبرت وجودك على ارضي ټهديدا
وإن لم افعل
نظر له سالار ثواني ثم قال بملامح جامدة
لا انصحك
ضحك الرجل وتبعه أصدقاؤه بصوت صاخب وهم يراقبون ما يحدث وقد رن صدى ضحكاتهم في الأجواء لكن فجأة تلاشت تلك الضحكات وعلت صرخات حادة عند تناثرت الډماء عليهم وقد شق سيف سالار معدة صديقهم دون أن يرف له جفن ..
سحب سالار السيف من معدته يرى جسده يتهاوى ارضا ثم رفع عيونه لباقي الرجال الذين شحبت ملامحهم بقوة وقال بهدوء شديد موجها حديثه لرجاله
ألقوا جسده لهم ولا تدعوا أحدهم يطأ رمال سفيد وإلا الحقتموه بصديقهم... وأنتم لديكم عشرون دقيقة لللحاق به فإن كان محظوظا لن ېموت بسرعة
تركهم سالار يتحرك بهدوء شديد بعدما ألقى لهم نظرة مشټعلة يلوح بيده في الهواء
تحياتي لبافل وملاعينه
صعد سالار حصانه يرمق جنوده يحملون جسد الرجل يلقون به في مشكى ثم عادوا وتمركزوا في أماكنهم بملامح قدت من صخر هز رأسه بهدوء يتحرك صوب القصر ليكمل عمليات التدريب التي تركها .
لعڼة الله على الكافرين
_________________________
طالت نظرات إيفان صوبها وهي تتكأ بهذا الشكل على الشجرة تنظر له بتحدي وكأنها تدعوه أن يتجرأ ويقترب لنزع اللثام عن وجهها .
رفع حاجبه لها لترفع هي خاصتها وكأنها تخبره ماذا لكن إيفان ابتسم لها بسمة ساخرة
متابعة القراءة