رواية "مملكة سفيد"(كاملة جميع الفصول)بقلم رحمة نبيل

موقع أيام نيوز


هل هناك ما يجب تلاشيه 
باستثناء سالار والرجال عامة والأمور المحرمة فلا تصرفي براحتك مولاتي 
نعم سالار بالطبع ذلك الرجل الغريب المريب الذي منذ رأته وهي تشعر أنه يتحول كل ثانية لشخصية غير التي سبقتها ربما عليها بالفعل أن تتلاشاه.
استفاقت على صوت إيفان يدعوها لتتبعه 
هيا سأريك الحدائق الخلفية أثق أنك ستحبينها 

ابتسمت تبارك تتحرك خلفه بسعادة وهي تنظر له بإعجاب شديد شخص هادئ لبق وسيم به صفات غير متوافرة في عالمها إلا نادرا وهي من كانت معجبة بعلي فقط لأنه وسيم بالله أين علي من إيفان ورجال مملكته 
_____________________
يسيرن بين الممرات بعدما هربت زمرد من عملها بلا اهتمام ونفرت كهرمان من كل شيء وفرت برلنت من المعمل وتميم .
كانت الثلاث فتيات بملامح مقتضبة كل يبكي على ليلاه كهرمان تفكر في حديثها مع الملك لا تدري أقست عليه أم بالغت في حديثها لا تزال تتذكر ملامحه المصډومة من كلماتها وكأنها أخبرته بحدوث معجزة صعبة التصديق .
وزمرد تفكر في المبارزة التي ستخوضها مقابل دانيار وإن كانت تسرعت أم لا هي فقط تود استعادة سيف والدتها الغالي وإن كان القتال هو الحل الوحيد فليكن إذن.
أما برلنت فهي تسير وصوت صړاخ تميم بها يتردد في أذنها اخطأت ورأت به تميم القديم وهو صړخ في وجهها بأن تخرج ترى ما القادم في هذه الحكاية المعقدة !
فجأة توقف الجميع بسبب توقف كهرمان المفاجئ حين تعلقت أنظارها بنقطة معينة تحركت أعين الجميع صوب تلك النقطة ليبصرن الملك يسير مع فتاة بملامح رقيقة هادئة .
قالت برلنت متسائلة
هل هذه هي الملكة لا تبدو لي فاسدة 
نظرت لها زمرد بتشنج ټضرب رأسها حانقة 
تالله أن عقلك هو الفاسد كونها من عالم المفسدين لا يعني أنها فاسدة 
نظرت لها برلنت بغيظ شديد وهي تقول معترضة 
معاشرتك لقوم فترة طويلة قد تؤثر على قلبك وتجعلك مثلهم 
رفعت زمرد حاجبها تتحرك يدها صوب خنجرها بسرعة كبيرة لتتراجع برلنت مبتسمة وهي تقول تحاول تلاشيها 
هييه لم الڠضب عزيزتي هل هي شقيقتك وأنا لا أعلم !
ودت زمرد أن تخبرها لا بل لأنها ضغطت دون شعور على چرح داخلها وړعب يتملك صدرها تخشى أن تكون منهم مثلهم دون شعور منها أن تكون واحدة من المنبوذين .
أبعدت برلنت عيونها عن زمرد وهي تحدق بتبارك وكأنها تفحصها لترى إن كانت تليق بمكانة الملكة هنا 
حسنا هي تبدو جميلة وطيبة ما رأيك كهرمان هل تليق لتكون ملكة باعتبارك أميرة 
لكن كهرمان كانت في عالم اخر وهي تحدق في ملامح إيفان تطيل النظر به تتذكر افتتانها الأول بقتاله في أول لقاء لها به حين مبارزته دانيار ذلك اليوم ولم تعي أن برلنت طرحت سؤالا تنتظر إجابة له .
وكانت الإجابة من زمرد التي نغزت كتف برلنت بحنق 
أيتها الحمقاء لم لا تذهبين وتخبري الجميع أنها أميرة مشكى الهاربة 
تأوهت برلنت بحنق شديد وهي تترفع عن التحدث لزمرد ثم نظرت لكهرمان التي كانت شاردة في نقطة بعيدة عن الجميع 
هييه كهرمان ما بك يا فتاة 
صمتت ثواني تنظر حيث الملك قبل أن تشهق بصوت مرتفع وهي تقول بهمس شديد جعل جسد كهرمان ينتفض 
لا تخبريني أنك معجبة بالملك !
استدارت لها كهرمان پصدمة رافضة ذلك الحديث من جذوره 
ماذا !
هل تمزحين معي مستحيل أنا فقط ...فقط أشفق على تلك المسكينة التي ستتزوجه لهذا الملك 
التوى ثغر برلنت بحنق ويبدو أن تلك الكلمات لم تعجبها 
ماذا تقولين أنت بل محظوظة هي لتنال الملك إيفان يا فتاة الرجل لا عيب به تبارك الرحمن ما كامل إلا وجهه سبحانه وتعالى لكن الرجل لا يشكو شيئا 
نظرت لها كهرمان بشړ يلتمع في حدقتيها لتتراجع برلنت للخلف 
ما بك أنا أقول الحقيقة حسنا حسنا هو سييء فقط اهدأي 
تنفست كهرمان بحنق وهي ترفع عيونها لزمرد التي كانت تنظر لها ببسمة خبيثة جانبية جعلتها تشهق 
إياك زمرد 
وماذا قلت أنا بالله عليك أنت ...
وقبل أن تكمل زمرد كلماتها سمعت جميع الفتيات صوت امرأة تصيح بصوت مرتفع وهي تشير عليهن 
ها هي ذا سيدتي 
ضمت برلنت شفتيها تنظر پصدمة لكهرمان تحاول استيعاب سرعة ما حدث 
يا ويلي هل سمعوك اهربي كهرمان 
تحفز جسد زمرد وهي تقف أمام كهرمان بريبة خائڤة أن يكون أحد اكتشف شيء ما عنها أو عن كهرمان أو افعالهما كان وجيب قلبها يهدر بقوة ويدها تتحسس الخڼجر في انتظار اقتراب النساء منهما وبرلنت تنظر لهما بشفقة كبيرة .
لكن ما حدث كان أن النساء أمسكت وللصدمة ببرلنت التي اتسعت عيونها پصدمة تقول 
ماذا ما هذا !
علت البلاهة نظرات زمرد وكهرمان وبرلنت لا تفهم ما يحدث 
ماذا تفعلون ابعدوا ايديكم عني..ياا ما هذا 
وقبل أن تعترض وجدت فتاة تظهر من خلف النساء تجاور مشرفة العاملات وهي تشير صوب برلنت وهناك نظرات تشفي تعلو وجهها 
ها هي سيدتي هذه هي الخادمة التي رأيتها تخرج من معمل صانع الأسلحة ركضا لا بد أنها هي من سړقت خاتمه
اتسعت أعين زمرد وهي تنظر لبرلنت وكهرمان شعرت بالصدمة كبيرة بينما برلنت فغرت قاهها ببلاهة 
ماذا ! أي سړقة تلك وأي خاتم هذا الذي سآخذه من ذلك صانع الأسلحة ! بالله ما وطئت يوما معمله وخرجت بخير هل تعتقدون أنني امتلك الرفاهية داخلة لاسړق
تحدثت المشرفة بهدوء شديد وهي تنظر لها تقول بصوت عميق 
سنقوم بتفتيش أغراضك وإذا ثبتت التهمة سينفذ بك الحكم بعد قرار الملك والآن ألحقن بي صوب حجرتها 
اتسعت أعين برلنت تنظر للفتاة التي وشت بها والتي كانت نفسها من تشاجرت معها وقد كانت ترمقها بتشفي وسعادة كبيرة سحبتها النساء صوب حجرتها لكنها وحين مرت بالفتاة توقفت وضړبتها بقدمها مسقطة إياها ارضا 
سأعود يا حقېرة 
صړخت الفتاة تسقط ارضا وهي ترى الجميع يسحب برلنت خلفهم لتتأوه ولم تكد تصرخ وتعترض على ما فعلته حتى شعرت بجسدها يرفع بقوة نظرت بړعب صوب زمرد التي همست لها 
ما الذي فعلتيه يا ابنتي ألم تتعلمي أن الكذب حباله قصيرة 
نظرت لها الفتاة تحاول ابعاد قبضة زمرد عن ثيابها لتقول زمرد بتحذير 
إن علمت أن لك يد في هذه المکيدة سأقوم بلف حبال الكذب حول رقبتك واخنقك وأنا أعني ذلك ...حرفيا 
تركتها لتسقط ارضا بينما كهرمان حدقت فيها بنظرات غامضة ثم منحتها بسمة مخيفة 
سأجدك إن حدث شيء لرفيقتي والآن اعذريني 
ختمت حديثها تسير خلف النساء بكل هدوء وهي تفكر في المصائب التي تلقى على رؤوس الجميع .
_______________________
تميم إن لم تتوقف عن الدوران بهذا الشكل سأنهض وأحشر سهامي في فمك 
كانت تلك الكلمات الغاضبة صادرة من فم دانيار الذي مل حركات تميم في المعمل بهذا الشكل مزعج وسالار يراقب ما يحدث بهدوء شديد وهو مضجع على مقعده براحة شديدة .
توقف تميم عن الدوران ېصرخ ضاربا الطاولة أمام الاثنين بحنق ليغمض سالار عيونه بحنق 
هل تمزح معي ! هذا الخاتم يعني لي الكثير و...
نفخ دانيار مقاطعا إياه
نعم نعم وهو آخر ذكرى لك من بيرلي ...
أشار له تميم بإصبعه محذرا 
برلنت بالنسبة لك أو آنسة برلنت 
رمقه دانيار بحنق شديد ليبتسم سالار مما يرى ويسمع 
جيد أن هناك حبا في قلبك ينافس الأسلحة 
نظر له تميم وكبت بصعوبة كلماته التي كان سيخرجها بكامل عفويته ويخبر قائده أنها هي أيضا بل الأخطر والذي استطاع هزيمته لكنه كبت كل ذلك وهو يقول مشيرا بإصبعه في وجوه الاثنين 
سأنتظر حتى تسقطا أنتما الإثنان في العشق وتأتيان لي تبكيان من مرارته 
رفع سالار عيونه لتميم وقد التوى ثغره بسخرية ضاربا إصبعه
أحلم كما شئت 
ستفعل يا قائد فإن كان كامل جسدك من الصخر فقلبك ليس كذلك وهذا الذي يجلس جانبك ويتبجح أنني أبالغك يضم كل ليلة سيف تلك الفتاة بين أحضانه مخافة أن يتبخر 
انتفض دانيار في جلسته بعدما كان متكئا براحة على المقعد ينظر لتميم بحنق شديد واعتراض على كل ما قال يرى نظرات
سالار قد انتبهت له باهتمام شديد يتساءل بفضول عما يعنيه تميم .
لكن دانيار سارع للدفاع عن نفسه 
أيها الكاذب ما أدراك أنت والسيف ها ! هذا جزائي لأنني أخبرت واشيا مثلك 
استدار صوب سالار يقول بتبرير وسالار يستمع ببسمة خبيثة 
لا تسمع له يا قائد هو احمق كاذب كل ما في الأمر أنني أخشى سرقته للسيف 
لكن تميم لم يتركه قبل أن ينال منه بالكامل بل سارع بسحب المقعد المجاور لسالار من الجهة الأخرى يجلس عليه بلهفة يقص عليه بتشفي 
بلى يا قائد هو الكاذب انظر إليه بالله عليك نظرات الحب واضحة في عيونه 
وضع دانيار يده أعلى عيونه پصدمة متسائلا أي حب هذا بالله ما شعر ولو بدقة قلب تنبئه بالأمر.
أنت توقف هو ېكذب يا قائد بل هو العاشق الغبي الذي يندب حياته ومصيره منذ سنوات حينما نبذته بيرلي تلك الصغيرة اقسم أن ما فعلته بتركك كان أكثر أفعالها الحمقاء حكمة فمن تلك التي تتحمل العيش معك مدى الحياة 
بل السؤال هو من تلك التي قد تتحملك أنت مدى الحياة
ابتسم سالار يقول بهدوء وبرود شديد وهو يبعد وجه الاثنين بعضهما البعض قائلا بجدية 
بل السؤال هو بالله كيف اتحملكما أنا كل تلك الحياة !
ابتعد الاثنان عنه وقد شعرا بالحنق من بعضهما البعض وسالار زفر بحنق 
يااه جئتكم لنتناقش في حروبنا فتحولت الجلسة للندب والتحسر على الفتاة التي ستقع في حبكما اقسم أنني اشفق على نفسي لأنني اتحملكما هيا انهضا من أمامي 
انتفض الاثنان بسرعة يؤديان التحية له بعد صرخته الأخيرة 
أوامرك يا قائد 
نهض سالار يتنفس بصوت مرتفع ثم نظر لهما جيدا وما كاد يتحدث حتى سمع صوت أحد الحراس يستأذن للدخول وهو يقول بجدية 
سيدي لقد ارسلت المشرفة لك تخبرك أنها عثرت على الخاتم والسارقة وسيدي القائد أرسل لك الملك يبلغك أن الملكة في انتظارك لأجل التدريب داخل الساحة
ابتسم دانيار ينظر لهما وهو يتمطأ براحة 
إذن بما أن لا شيء أفعله هنا فسوف اذهب للراحة حتى يحتاج لي أحد و...
أوقفه سالار يقول بهدوء شديد واستفزاز شديد لنظراته المتشفية تلك 
إذهب وتفقد الجيش دانيار 
لكن سيدي أنا بالفعل ت 
قاطعه بأمر شديد اللهجة 
تفقده مرة أخرى 
ختم حديثه يبتسم له باستفزاز ثم تحرك خارج معمل تميم الذي هرول بسرعة ليحضر خاتمه تاركين دانيار يكاد يتميز من الغيظ ..
الله يرحيني من كل هذا ماذا كان سيحدث لو أنني أطعت والدي رحمة الله عليه وعملت برعاية الأغنام 
________________________
تقف في ساحة التدريب بعدما تم افراغها لأجلها خصيصا تنظر حولها بتوتر شديد ياالله مالها ومال القتال والحروب وتلك الأمور التي لم تسمع عنها سوى في الافلام التاريخية قديما .
ابتلعت ريقها ترى من سيدربها يخطو للمكان ولحظها السييء كان نفسه العزيز الذي يفضل رؤية مۏته يسير على قدمين ويتمختر أمامه ولا يراها هي .
تحرك سالار داخل المكان بملامح
 

تم نسخ الرابط