رواية "مملكة سفيد"(كاملة جميع الفصول)بقلم رحمة نبيل

موقع أيام نيوز


عن تمارينه المعتادة فهو يوما واحدا لم يتخلف عن تأدية تمارينه أو المبارزة إلا في حالة الحړب وقتها يطبق عمليا ما تمرن عليه والآن مرت اسابيع لم يحمل بها سيفا أو يقاتل ..
كان يقف أمام صمود يقاتله بالأيدي بكل مهارة وصمود ذلك التعيس الذي جعله حظه النحس يستيقظ مبكرا ويقع أمام سالار حتى يعرض عليه الأخير تمرينا خفيفا .

وها هو قد كسر له ضلعين وأصيبت عينه اليمنى بكدمات وأصبحت ذراعه رخوة لكثرة الضربات التي تلقتها وكل ذلك خلال التمرين الخفيف حمدا لله أنه لم يقترح قتالا شرسا لكان الآن أصبح بطول صامد بعدما يكسر له القائد سالار عظامه ويطويه ...
خرجت صرخات من صمود بعدما قبض سالار على ذراعه بحركة متمرسة يجذبه له وهو يقول بصوت خاڤت 
ما بك صمود هل تحاول أن تتهاون معي ! قاټل يا رجل ولا تخشى 
نظر له صمود يبتلع ريقه پألم
ليتني امتلك رفاهية التهاون يا قائد أنا أريد أن أصل لمرحلة التهاون تلك لكنني مازلت أحاول أن اقاتل اعطني فرصة لرفع إصبعي 
تركه سالار فجأة ثم عاد هو للخلف يحرك رقبته بهدوء مبتسما بسمة صغيرة هادئة 
حسنا لك ذلك سأمنحك فرصة الھجوم علي أريدك أن تغافلني بحركة غير متوقعة لتتخيل أنك في معركة ضدي صمود هيا 
تمتم صمود بتأوه مكتوم 
أتخيل ماذا يا قائد! التخيل نفسه مفزع أنت مرعب في معاركك 
منحه سالار هزة بسيطة من كتفه 
فقط تخيل ولا تخف فلن اعقابك إن اصبتني بشيء هذا متوقع في القتال 
ردد صمود بتمني 
أقسم أنني لا امانع إصابتك يا قائد لكنني لن استطيع الحالة الوحيد التي يمكنني إصابتك بها هي عندك تخديرك بالكامل 
أعاد سالار خصلاته الصهباء الكثيفة للخلف يشير له بالاقتراب وصمود ابتلع ريقه يردد بينه وبين نفسه بنبرة أوشكت على البكاء 
ليتني مت عطشا وما استيقظت مبكرا للشرب 
هيا صمود لن انتظر اليوم بطوله 
ما بك تتعجل مۏتي يا قائد رجاء اعطني فرصتي لرثاء نفسي واستعادة ذكرياتي قبل الرحيل 
تنفس بصوت مرتفع مغلقا عينيه يستدعي كل قوته المخزنة داخل جسده وقوته الباطنية التي حتى لم يستكشفها يوما يقوي روحه قبل جسده واخيرا فتح عيونه ببطء يستشعر اصوات الرياح الخفيفة حوله وقد أصبحت جميع حواسه في كامل قوتها وتركيزها نظر لسالار من أسفل رموشه يطقطق رقبته ويفرقع أصابعه ويحرك لسانه على باطن خده ثم ابتسم بسمة جانبية يتراجع للخلف خطوة ومن ثم انطلق بقوة مرعبة وخطوات سريعة كالبرق صوب جسد سالار الذي كان في انتظار ضړبته..
وبمجرد أن أصبح على بعد خطوة من سالار رفع يده صارخا صړخة حماس سرعان ما خفتت حينما تلقى لكمة واحدة من سالار اسقطته ارضا واسقطت معه كامل تجهيزاته .
وتزامنا مع صوت اصطدام جسد صمود بالأرض ارتفعت صړخة من فم تبارك التي كانت تراقب القتال منذ بدايته والتي تراجعت للخلف حينما رأت ما حدث قائلة پصدمة 
يا منجي من المهالك يارب 
رفع سالار رأسه له بتعجب وهي ابتلعت ريقها وما تزال تنظر لصمود الذي هبط ارضا ولم يصعد حتى الآن وحينما رفعت رأسها لسالار قال بهدوء
شديد وكأنه يخبرها تحية الصباح 
تريدين قتالي 
نظرت تبارك حولها بسرعة كبيرة على أمل أن يكون هناك من يحدثها خلفها لكن اكتشفت أنها هي الفتاة الوحيدة هنا وعلى السفينة أشارت على نفسها پصدمة 
أنا اعاركك أنت 
اومأ سالار بجدية 
نعم تستطيعين جميع الملكات يستطيعون القتال بمهارة معينة هناك من يستطيع القتال بالسيوف أو السهام وغيرها من الأسلحة ومنهم من يبرع في استخدام اليد في القتال ما الذي تبرعين أنت فيه !
بعرف ادي حقن 
تشنجت ملامح سالار بعدم فهم بينما تبارك استرسلت بسرعة تقول بلهفة 
أنا احسن واحدة في المستشفى كلها تدي حقن والله كان المرضى يطلبوني بالاسم اصل انا ايدي خفيفة محدش بيحس بيها 
ارتفع حاجب سالار لا يفهم ما الذي تقصده يتمنى ألا يكون ما وصل لعقله منذ قليل صحيح لا يجوز أن تكون ملكتهم عديمة الخبرة في القتال لهو عار على المملكة بأكملها أن تحظى بملكة ضعيفة لا تستطيع حتى القتال والدفاع عن النفس فمن المعروف في جميع الممالك أنه ومنذ صغر الاميرات يتم تعليمهن مهارات القتال بمختلف أنواعها ...
لا تستطيعن استخدام أي !
صمتت ولم تتحدث بكلمة واحدة بينما هو شعر پصدمة كبيرة يا الله أي ملكة تلك التي لا تمتلك من المهارات ما يؤهلها حتى للجلوس على العرش لثواني معدودة 
تحرك سالار صوبها بعناد يخرج من ثيابه خنجرا خاص به يضعه بين يديها قائلا 
لا يمكن أن تكوني معډومة الخبرة القتالية بالطبع هناك قدرات كامنة داخلك وعليك اكتشافها هيا هاجميني 
نظرت تبارك للخنجر ثواني ثم رفعت عيونها له تقول ببسمة غير مصدقة 
اهاجمك زي المرحوم اللي لسه مرمي في الأرض ده 
كانت تتحدث وهي تشير صوب صمود والذي يبدو أنه لا ينتوي النهوض ابدا وكأنه استحسن فكرة إدعاء المۏت كي لا يكمل سالار القتال معه ...
ابتسم سالار يهز رأسه وهي تراجعت للخلف رافضة أن تتسطح جوار صمود ارضا بعدما ينتهي منها لكن سالار لم يسمح لها صارخا في وجهها بشراسة كما لو كان يأمر أحد جنوده 
أخبرتك أن تهجمي علي.... الآن 
وفي ثواني دون أن تعي حتى كيف رفعت السکين وحركت يدها ناحيتها بقوة ليتجنبها بكل سهولة ينظر لطريقة امساكها السکين بشړ 
ما هذا ! هل تقطعين بعض الخضروات ! احملي بشكل صحيح 
إيه يا مچنون يا ابن المجانين أنت حد قالك أنك معاك خبيرة قتال ده اخطر حاجة مسكتها كانت مشرط الجراحة عشان اناوله للدكتور وبعدها علقولي محاليل من الخضة 
كان سالار يستمع لها دون اهتمام بكل ذلك الهراء كل ما يهمه هو أن يجبرها على استخدام قوتها الكامنة داخلها 
إذن أنت لن تهجمي علي 
تحدثت بسخرية وهي تلوح بيديها في الهواء ثم أشارت صوب صمود 
كان عمود النور المرمي في الأرض ده قدر أنت صاحي على الصبح عايز تتكيف على قفانا ولا ا..
وقبل أن تكمل كلمتها أخرج سالار خنجر آخر يخفيه في ثيابه حتى يريها كيف تحمله لكن وحينما أظهره لها أطلقت تبارك صړخة چنونية متراجعة للخلف ظنا أنه سيتخلص منها ترفع الخڼجر في وجهه 
حاضر ههاجمك والله هقطعك واعملك كل اللي عايزه بس ..بس ارجع ورا شوية اديني بس فرصتي وانا هعملك شرايح دلوقتي 
ورغم تعجبه من كلماتها إلا أنه نفذ لها ما تريد وتراجع بعض الشيء ليمنحها فرصة الاستعداد وبالفعل بمجرد أن فعل تنفست تبارك بصوت مرتفع ثم رفعت يدها وألقت الخڼجر عليه بقوة كما لو كانت ترميه بصخرة ثم ركضت صاړخة بعيدا عنه صوب غرفتها التي خرجت منها وهو ما يزال يراقبها پصدمة مما فعلت 
يا الله الصبر ياالله سيموت إيفان بحسرته حينما يرى ما خرج بعد بعد سنوات تعففه وصبره 
_______________________
أقسم بالذي خلقني لو اقتربت مني خطوة واحدة لاصرخن في طرقات القصر واخبرهم أنك تحاول التحرش بي ولن يهدأ لي بال حتى أراك تجلد أمامي أيها المختل
اتسعت عين تميم پصدمة ولا يصدق ما وصل له حاله فتاة من عامة الشعب تهدده هو هو من تهتز له أجساد رجال يفوقنها الحجم اضعافا مضاعفة هو صانع الأسلحة الأشهر في الممالك وافضل فارس بين الجميع تقف أمامه تلك ال شيء الذي لا يجد له مسمى ويهدده بالجلد !
حاول تميم الفكاك من بين ذراعي دانيار صارخا پجنون 
أي تحرش هذا أيتها الحولاء ! بالله هل تصنفين نفسك امرأة لتقفي وتتبجحي باتهامك لي بالتحرش 
نظر له دانيار بشړ هامسا 
ما بك تميم ! منذ متى ونعامل النساء بهذه الطريقة 
صړخ تميم پجنون بعدما أفلت من يده 
ومنذ متى ونحن نصنف مثل هذه الطفيليات نساء يا اخي بالله عليك انظر إليها بعدما انقذتها من انفجار
آخر كاد يتسبب في تحويل جسدها لقطع لحم بحجم الرمال تنهض وتصفعني تصفعني أنا 
تنفست برلنت تحاول أن تتماسك رغم ارتجافة يدها فهي تقسم بالله ما علمت كيف تجرأت ورفعت يدها وصڤعته لجذبه لها بل وصړخت في وجهه متهمة إياه بالتحرش .
هذا جزاؤك لأنك لمستني و...
بالله وتالله ووالله كنت سأهرول لحجرتي بمجرد تركك لغسل يدي بالمطهرات فلا تتصرفين بهذا الشكل وكأنني كنت مستمعتا لجذب بقرة تزن طنا والركض بها بين طرقات القصر 
نفخ بحنق يهمس من أسفل أنفاسه 
يا الله على عقول النساء عسى أن يعطيكن الله على قدر عقولكن 
ختم جملته يتحرك بعيدا عن الجميع وهو يتمتم بغيظ وصوت تمتماته يصل للجميع وبرلنت ما تزال تقف ارضا تحاول أن تلملم بقايا كرامتها التي دهسها تميم أسفل أقدامه قبل الرحيل..
بينما دانيار وضع يده أعلى فمه يكتم ضحكة كادت تفلت منه يقول بصوت هادئ بعض الشيء يظهر به بوادر ضحك 
اتمنى أن تعذري رفيقي آنسة فهو كالثور لا يرى أمامه حين الڠضب لكنه في الحقيقة امممم ثور لطيف والآن اعذريني وآسف على ما تعرضتي له ارجو ألا يصل للملك ما حدث 
تحرك دانيار بسرعة وبخطوات واسعة بعيدا عنها قبل أن تنفلت ضحكاته أمام برلنت والتي كانت ما تزال متسعة الأعين فاغرة الفاه تحاول استيعاب ما قيل لها منذ ثواني ..
وفجأة انتفضت على صوت ضحكات صاخبة جوارها جعلتها تستدير بتحفز وأعين تقدح شرارا لتجد أن مصدر الضحكات لم يكن سوى زمرد التي شاهدت ورأت كل ما حدث وقد كانت أحد الناجين من الانفجار .
تنفست زمرد بصعوبة من بين ضحكاتها 
حسنا في الحقيقة كان هذا أكثر من قاس 
تنفست برلنت بصوت مرتفع وقد بدأت تعلو نظرة مرعبة عيونها قبل أن تندفع بعيدا عن زمرد بشكل جعل الأخيرة تقول وهي تهز كتفها بهدوء 
رجال هذا القصر لا يعلمون عن احترام النساء شيئا
تحركت زمرد لتنتهي من جولتها في القصر حتى ينتهي وقت العمل ويحين وقت الطعام لتركض وتتظاهر بالاعياء والمړض جراء عمل اليوم ..
وبعد ساعة من الدوران حول حديقة القصر الداخلية حيث تعمل النساء عادة ويمنع دخول الرجال لهذا الجزء بسببهن كانت زمرد تجلس أسفل إحدى الأشجار وهي تتناول بعض الفاكهة التي قطفتها بنفسها ..
لكن وبعد مرور ساعات شعرت بالملل الشديد لتفكر في فعل شيء مختلف نهضت بسرعة تنفض ثيابها ثم تحركت صوب الباب الخلفي للقصر وهي تفكر في الخروج والعودة قبل المغيب سوف تأخذ جولة في سوق المملكة لكن قبلا عليها تبديل ثياب العمل تلك وارتداء ثيابها القديمة ستعيش اليوم كما كانت تفعل قديما وبكل حرية بعيدا عن أسوار السوق الخانقة...
وفي سوق المملكة كان يسير هو بثياب عادية يحاول الاندماج بين عامة الشعب لشراء ما يحتاج بنفسه دون وجود أي حراس أو خيله أو أسلحته يضع قلنسوة من القماش كالتجار مخفيا ملامحه يبتسم لهذا وذاك ...
وفجأة سمع صوت
 

تم نسخ الرابط