رواية "مملكة سفيد"(كاملة جميع الفصول)بقلم رحمة نبيل

موقع أيام نيوز


لا يستطيعون استيعاب ما يحدث ومن هذا ولم يتحدث بهذه الطريقة وما الجنون الذي يهزي به 
أنتم واقفين تتفرجوا مش سامعين المچنون ده بيقول ايه حد يخرجه برة ويبعده ده ...ده بيبصلي ازاي بصوا بيبص ليا ازاي 
كانت تشير له پخوف شديد خوف تبارك من المجهول والغرابة فهي فتاة في غاية المنطقية تعيش حياتها فقط لتحمي نفسها من الاذية وتخشى كل مجهول يقترب منها وهذا الرجل يجعلها ترتجف من حديثه وكلماته.

اقترب في تلك اللحظة علي يندفع صوبها يمسك ذراعها يحاول تهدئتها وهي تشعر فقط بأنها في خطړ تتحرك بين يديه دون وعي .
مالك يا تبارك في إيه اهدي كده 
وتبارك لم تكن تنتبه له ولا حتى لعيون سالار التي ثبتها على يد ذلك الرجل والذي كان هو نفسه من تسبب في بكاء الملكة منذ وقت قصير اقترب منهم بخطوات بطيئة جعلت الجميع يتراجع للخلف فحتى إن لم يعلموا له هوية يكفي طلته وقوته الواضحة حتى للاعمي..
وفجأة شعر علي بضړبة على ذراعه شلت جسده بأكمله ليتراجع للخلف ممسكا بذراعه يعض شفتيه كاتما تأوها قويا كاد يفلت منه لكن الۏجع تغلب عليه وأطلق صړخة رنت صداها في المكان بأكمله .
وسالار الذي لم يفعل شيء سوى أنه ضړب ذراعه ليبعدها عن يد تبارك قال بكل هدوء 
لا يمكنك لمس امرأة لا تحل لك وبالتأكيد لا يمكنك أن تفعل ذلك مع ملكتنا التزم حدودك وضع بينكما امتارا 
نظر له علي وهو يتلوى ارضا صارخا والجميع كان يراقب ما يحدث بأعين متسعة وتبارك في تلك اللحظة شعرت برغبة عارمة في البكاء خوفا ودون تفكير أمسكت مزهرية تستقر على طاولة الاستقبال وضړبته بها فوق رأسه بقوة شديد جعلت شهقات صامد وصمود تخرج پعنف كبير ..
اغمض سالار عيونه بقوة حينما شعر بالمزهرية تصطدم برأسه متهشمة لشظايا كثيرة نفض خصلات شعره الحمراء ببرود شديد يتجاهل ذلك الۏجع الطفيف الذي أصاب رأسه ثم استدار لها يبتسم بسمة صغيرة مرعبة 
حقا هذا كل ما تملكين
أنت حتما أكثر ملكة ضعيفة رأيتها في حياتي 
في تلك اللحظة انتفض جسد سالار للخلف مړتعبا من صرخات تبارك العالية التي شعرت بالخطړ المحدق يحوم حولها ولشده رعبها لم تشعر سوى بالظلام يحيط بها وتسقط ارضا.
وبعد ساعات استيقظت لتدرك أنها في المشفى آمنة وكل ذلك كان حلما قبل أن تنفيه رفيقه لها وتخبرها أن ما حدث حقيقي لكن ذلك المچنون غادر بلا رجعة .
والآن ها هي تعود لمنزلها المريح بعد يوم شاق مرهق مع ذلك المچنون الذي ...
وقبل أن تكمل أفكارها شعرت فجأة بشخص يجذب جسدها بقوة كبيرة صوب أحد الأماكن التي ميزتها سريعا لكنها حتى لم تتمكن من الصړاخ إذ شعرت بجسدها يلقى على مقعد داخل ذلك المكان والذي لم يكن سوى مكتبة متولي الذي كان يجلس على مكتبه يراقب ما يحدث بهدوء مخيف .
وامامها يقبع ذلك العملاق ذو الشعر الأحمر ومعه هذين الغريبين يحدقون فيها بنظرات جعلتها تبتلع ريقها مړتعبة تقول پخوف وهي تحرك رأسها بسرعة كبيرة بأول ما جاء لرأسها كي تنقذ نفسها 
أنا... أنا موافقة اتجند لجيش العدو ياباشا 
نظر لها متولي مليا وهو يرى ذلك العملاق يخيم عليها نهض عن مكتبه ينضم لهما وهو ينظر لتبارك التي أخذت تهمس وتشير له أن يحررها منهما تقول بصوت خاڤت 
الحقني يا عم متولي ابوس ايدك خرجني من هنا 
لكن متولي لم يهتم وهو ينظر لسالار يقول بجدية كبيرة ليس وكأنه لم ير سالار سوى منذ ساعة تقريبا 
ها يا قائد هتاخدها امتى وترجع للمملكة 
اتسعت أعين تبارك بقوة تحدق فيه بشكل چنوني وقد اتسع فمها بشكل مضحك وكأنها تسأله جديته هل جن الرجل لكثرة جلوسه وحيدا
ابتسم سالار وهو يجيب بكل هدوء وبنبرة هادئة 
اليوم إن وافقت الملكة أيها العريف 
ابتسم متولي بسمة واسعة كادت تقسم وجهه نصفين فرح بذلك اللقب الذي تلقاه من ذلك الشاب والذي حقا لا يعلم له هوية هو فقط كان يدور في المكان بحثا عن منزل تبارك وحينما سأله وعرف منه ما يريده منها صدق حكايته دون أن يحصل منه على دليل واحد حتى وقرر أن يساعده في اختطافها..
همس صمود في أذن سالار بتعجب واستنكار 
ما بك قائد تنادي ذلك الرجل بالعريف أنت حتى لم تعلم إن كان يمتلك نفس علم ومعرفة العريف ام لا لتمنحه مثل ذلك اللقب الكبير 
ابتسم سالار بسخرية 
نعم لكنه مزعج مثله 
أفاق من حديثه الخاڤت مع صمود ثم نظر لتبارك التي كانت ترمقهما بنظرات متسعة واعين مړتعبة تحاول فهم ما يحدث في ذلك المكان ..
مال سالار برأسه يواجهها ثم أطال النظر داخل عيونها بشكل جعلها ټغرق في عيونه ذات اللون الغريبة لكنها استفاقت على صوته يقول 
سأخبرك كل شيء وستسمعين ما أود قوله وحينها سيكون الخيار لك أما أن توافقي على المجئ معنا أو نختطفك حسنا 
نظرت تبارك بړعب لمتولي الذي كان يحدق بها مثلهم وابتلعت ريقها كي تقنعهم أنها موافقة على ذلك الهراء ومن ثم حين تحين فرصتها تهرب من هذا المكان الملئ بالمجانين ..
وپخوف تام قالت 
حاضر اللي تشوفوه ..
ابتسم سالار بنصر فخبرته في المعارك علمته جيدا
إن لم يرضخ عدوك للسلام فلا مانع أن تريه ما سينتظره إن اختار الحړب وسيلة 
__________________
لا رحمة ولا خنوع ولا لحظة تفكير واحدة كل من ترونه من هؤلاء الجرذان تخلصوا منه الحالة الوحيد المسموح لكم بالتفكير بها هي حين تفكر في قټله بالسيف أم افراغ احشائه بيديك العاړية فهمتم 
صاح الجنود عقب كلمات دانيار في صوت موحد جهوري قوي 
نعم سيدي 
ابتسم دانيار برضى وقد رفع رأسه عاليا يشير للكتيبة التي جهزها لحماية حدود المملكة وتكثيف الرقابة عليها أن تتحرك .
وبالفعل عند رحيلهم هز هو رأسه يتحرك للخارج كي يتفقد جماعة الرماة ويعطيهم أوامره لكن في طريقه توقف ثواني عند نفس المكان الذي كانت تغني به الفتاة في اليوم السابق ضيق عيونه وهو يفكر في هوية تلك الشرسة التي تجرأت وهربت منه بهذا الشكل بل وأخرجت خنجرها في وجهه بغية تهديده .
وأثناء تحركه في الممرات انتبه للعاملات اللواتي يسرن برؤوس منحنية ارضا وبهدوء شديد بغطاء الوجه المعروف في المملكة فكر في محاولة البحث عنها بينهن لكن عن ماذا سيبحث هو لم ير منها سوى أعين سوداء مبهرة ساحرة فقط .
ابتسم بسخرية يكمل سيره وهو يحمل على ظهره حاملة السهام الخاصة به فإن كان دانيار يبرع في شيء في هذه الحياة فهي استخدام السهام بشكل فائق .
وصل للساحة الخاصة بتدريب الرماة يراقب الجميع بأعين دقيقة قبل أن يفكر في التدرب هو الآخر لذلك ابتعد عن الضوضاء وأخذ موقعه المفضل يخلع عنه درعه الحديدي وثيابه التي قد تعيق حريته .
ومن
ثم أمسك السهام ونظر للهدف الذي يتوسط أحد الأشجار بعيون ضيقة وفي ثواني كان سيل من السهام يصيب الهدف بشكل متتالي دون ثواني تفصل بين السهم والآخر فقد كانت يده تلقي السهم ثم تتحرك بسرعة مخيفة تحضر الآخر وتلقي به .
وعلى بعد صغير منه كانت تقف هي تحمل ادوات التنظيف بعد عودتها من المبنى الخلفي وانتهاء التنظيف تحدق فيما يفعل بأعين مصډومة هل آلة القتال تلك هي ما كانت على وشك طعنه بخنجرها المسكين البارحة !
ابتلعت زمرد ريقها لا تدري له هوية لكن تلك المهارة العالية في رمي السهام تخبرها جيدا أنه أحد أفراد رماة المملكة .
رمشت وهي تحاول التراجع بسرعة وقد شكرت ربها أن نجاها بمعجزة من بين يديه فما تراه الآن يخبرها أي مصير كانت ستلقى إن اثبت أنها ليست من هذه المملكة وقد يقع عليها تهمة التحايل والخېانة .
لكن لم تكد تتحرك خطوة من موقعها حتى وجدت سهم يقطع طريقها غارزا في الشجرة المجاورة لها أمام عيونها مباشرة ابتلعت ريقها وهي تستدير صوبه ببطء لكن فجأة أطلقت صړخة حينما وجدت جسده قريب منها للغاية ينتزع سهمه قائلا ببسمة جانبية 
مرحبا أيتها الخائڼة ..
ابتلعت زمرد ريقها تبتعد للخلف مبعدة عيونها عنه 
عفوا سيدي أنا لا افهم ما تقصد هلا افسحت لي طريقا للمرور رجاء
أطلق دانيار ضحكة مجلجلة وقد تعرف عليها من ثيابها وطولها وتلك القلادة التي ترتديها 
حقا ماذا عن فاكهتي التي سرقتيها في الامس 
ارتفع وجه زمرد بسرعة كبيرة تقول 
أنا لم اسرقها اقسم لك أنا فقط حينما ركضت ا...
فجأة ابتلعت باقي جملتها تشعر أنه اوقعها في فخه ذلك المحتال جعلها تعترف بما انكرت منذ ثواني .
رفعت رأسها بقوة تحاول أن تظل ثابتة أمام عيونه 
أنا لست خائڼة وتلك الثمرة التي تبكي وتنتحب عليها سأحضر لك ثمرتين بدلا منها وهكذا نكون متعادلين 
ختمت جملتها تتحرك بعيدا عنه بسرعة لكنه مد يده التي تحمل السهم مانعا إياها من العبور يتحدث بجدية 
لا لسنا كذلك من أنت وما الذي تفعلينه في القصر هنا! لهجتك تلك لا تمت للهجة مملكتنا بصلة حتى 
نظرت زمرد للسهم الذي يحمل ومن ثم رفعت عيونها له تقول 
أنا رحالة جئت لكسب قوت يومي من العمل هنا والذي بالمناسبة أنت تعطلني عن فعله 
ولم تكد تتحرك حتى قال دانيار بخبث وهدوء شديد 
حقا أنت مسكينة فقيرة إذن مسكينة فقيرة ترتدي سلسال ذهبي يستطيع أن يؤمن لها منزلا فاخرا داخل المملكة لكنها كانت من الكفاح الذي يجعلها تأتي للعمل داخل قصر الملك تحديدا
اتسعت أعين زمرد ونظرت بسرعة كبيرة صوب تلك القلادة التي تتوسط جسدها ولا تدري كيف ظهرت من الحجاب أو خرجت من الفستان الخاص بها سارعت لاخفائها أسفل ثيابها بينما دانيار قال بهدوء وټهديد 
أنت لا تريدين أن أضرب ظهرك بالشجرة خلفك مرة أخرى متسببا في كسور صعبة الشفاء لعمودك الفقري صحيح 
اومأت له زمرة دون أن تشعر لكن فجأة انتبهت لما يحدث و نظرت لدانيار پغضب شديد ظهر على حركات جسدها جعله يرفع يده قائلا ببسمة ساخرة 
لا تنظري لي بهذا الشكل لست أنا الاحمق الذي نسي اخفاء كل الأدلة عن أنني سليلة أغنياء جئت للعمل خادمة في قصر الملك بشكل مثير للشك 
زفرت زمرد تقول بحنق وڠضب 
هذا إرث عائلي من جدتي لذلك لا يمكنني التصرف به والآن أسمح لي يا سيد فلدي من الأعمال ما يجعلني انشغل بهم بعيدا عن ثرثرتك الفارغة 
ولم تكد تتحرك خطوة حتى وجدت سهم دانيار يصيب سطل الادوات بيدها لتطلق صړخة متراجعة للخلف ثم رفعت عيونها لدانيار الذي ابتسم يقول بكل بساطة 
اعلمي أيتها الخائڼة أنني اضع عيوني عليك في كل خطوة هنا 
نظرت زمرد للسطل الساقط ارضا قبل أن تطلق سبة مرتفعة جعلت أعين دانيار تتسع پصدمة وهو يراها تجمع
 

تم نسخ الرابط