رواية حافيه علي الهاويه (كاملة حتى الفصل الأخير) بقلم سما سعيد

موقع أيام نيوز

الفصل الاول
كان يزرع اروقة حجرتة بحنق وهو فى ذروة ڠضبة
يصر على اسنانة بشدة ينتظرها بالشقة الخاصة بهم
حتى تأتى من شقة والدية المتواجدة بالدور السفلى 
زفر الهواء بأمتعاض عارم وبدأ يتمتم ويتوعد لها حتى آتت الية
توجة اليها بعين جاحظة فخفق قلبها خلف آضلعها ذعرا
وانتفض جسدها ضعفا ورمشت عينيها خلف نقابها رهبتا

وهى تراة يندفع نحوها يغلق باب الشقة پعنف
ومن ثم قام بجذبها بقوة من ذراعها
ودلف بها الى حجرتهم الخاصة وقام بدفعها بحنق حتى هوت ارضا
تأوهت اثر ارتطامها بأرضية الحجرة فرفعت وجهها الية
وانسابت دموعها الحارة حتى بللت نقابها القاتم لم يلاحظ هذا
ولكنة هاج بحنق وتحدث قائلاانتى لية معملتيش اللى اتفقنا علية هة
لم يتلقى منها اى جواب
فتحدث بنفس النبرة وهو يقول ردى علية انا مش بكلمك انطقى
لم يتلقى منها عدا صوت شهقاتها ونحيبها المستمر
فأقترب اليها
فظهرت بشرتها البيضاء التى تتسم بتوردها الطبيعى
وعينيها البندقية الوامضة وشعرها البنى الذى تتخللة الكثير
من الخصلات الذهبية الملونة من صنع الرحمن
وتحدث بمضض قائلاشيلى البتاع دة ما يمكن
هو اللى كاتمك ومش مخليكى تردى علية
تملكها الحزن والاندهاش اثر فعلتة فتحدثت
بصوت خفيض بائس قائلةبتاع تقصد نقاب
مش دة كان طلبك مش انت اللى ارغمتنى انى البسة
فتحدث اليها بنبرة هوجاء قائلاانا اللى آآمرك بية تنفذية
وانتى ساكتة خالص انتى فاهمة
ازدردت لعابها المرير وقالت بخفوت لتتلاشى ڠضبة
حاضر يامصطفى حاضر بس نتكلم براحة ومن ثم نهضت
ووقفت امامة وآردفت قائلةانا عايزة اقولك
ان الموضوع دة مكنش ينفع خالص
تحدث مصطفى بتبلدآيات هو مش انا قلت تسمعى الكلام وبس
واسطرد بأمتعاض قائلامش احنا اتفقنا ان لو حد سألك تانى
عن موضوع الخلفة تقوللهم انك حامل
وبكلمات مرتجفة تحدثت آيات الية قائلةاقول لهم حامل
ازاى بس يامصطفى ماانت عارف مينفعش
فتحدث اليها على مضض قائلاتقصدى اية يعنى عايزة تقولى اية انطقى
تحدثت آيات بتوتر قائلةابدا والله مااقصد حاجة خالص
ف هذى مصطفى بحديثة قائلالاء تقصدى انتى انتى عايزة تعرفيهم
عايزة تقوللهم وتفضحينى قدام العيلة
ومن ثم صاح بوجهها قائلامش كدا
تراجعت آيات بضع خطوات خوفا ومن ثم قالت بتهدج انا 
لا والله انا عمرى مااعمل كدا ابدا
بس انا عايزة اقولك ان الموضوع مش هينفع لانهم هيفهموا كل حاجة
والحكاية هتنكشف وانا هطلع كدابة قدامهم
ومن ثم اردفت بإصرار ودة مش ممكن اعملة ابدا
وبعد ان اتمت جملتها تدفقت الډماء بعروقة وهاج كالبركان الثائر
رمقتة بعينين حائرة فكان توجسها كبيرا من ردة فعلة
فلم تكن تعلم ان ردة فعلة ستكون هكذا حينما وجدتة
يهوى بيدة على وجهها بصڤعة أهدر بها كرامتها
واشعرتها بمهانة شديدة فوضعت كف يدها برفق على موضع الصڤعة
وهنا ثارت آيات وصړخ قلبها بدون صوت وتحدثت
بنبرة هوجاء والدموع تقفز من عينيها قفزا قائلة
انت بتضربنى بالقلم يامصطفى بعد كل دة بتضربنى حرام عليك
داانا مستحملة منك كتير آوى من اول يوم جوازنا
صبرى دة ميشفعليش عندك
فاضطرم الشړ بعين مصطفى وقال وهو يضغط على ذراعيها بشدة
بتعايرينى عايزة تفضحينى يا آيات عايزة تقوللهم ع اللى بنا
نزعت آيات ذراعيها من بين قبضتة وقالت بنفاذ صبرلاء بقى كدا كتير اوى
انت بتعذبنى لية بتتفنن انك تجرحنى وتهين كرامتى لية
مش معنى انى بقولك انى مستحملة يبقى بعايرك لاء
ولو هتسميها كدا يبقى انا فعلا مستحملة 
مستحملة كتير من ست شهور ست شهور وانا ساكتة
انا ست ولية احتياجات وانت مش قادر تلبهالى
ارغمتنى انى البس النقاب رغم انى لازم اكون مقتنعة بية
ووافقت علشان مزعلكش كتمت سرك جوايا
وخبيتة عن عيلتك وعيلتى علشان مجرحكش
عشت معاك قدام عيلتك كزوجة سعيدة علشان محدش يشك
وفى الاخر بعد كل دة عايزنى اكدب واقولهم
انى حامل وانا لسة بنت
طب ازاى ازاى الحامل بطنها بتكبر وبيجيلها يوم وتولد
هنبقى نتصرف ازاى وقتها
توجة اليها بكلام لاذع قائلامش ذنبى انك مش ست ومش قادرة
تثيرى مشاعرى كزوج العيب فيكى مش فيا
تحدثت آيات بحزن يلامس قلبها وروحها قائلة
انا انا مش ست طب لية ناقصنى اية
ومن ثم تحدثت بكبرياء وثقة دفاعا عن كرامتها التي أهدرت
انت عارف انت لبستنى النقاب بعد شهر من جوازنا لية
صمت مصطفى ولم يعلق على حديثها فقط يناظرها بحنق وازدراء
فأسترسلت آيات بحديثها قائلةلو هتعمل ناسى افكرك
لان ربنا رزقنى بنعمة الجمال جمال الوجة والروح
والاخلاق وكل الناس بتشهدلى
ف غرتك او الاحسن اقول حقدك هو اللى عايز يخبينى عن عيونهم
انت مفكر انى ممكن ابص برة او اسمح لراجل يحتك بية
ولا يتعدى حدودة معايا تبقى غلطان
لاء يامصطفى انا لوكنت وحشة اوى كدا مكنتش
والدتك اختارتنى ليك وفضلتنى عن بنات عليتكم
لو كنت وحشة اوى كدا مكنتش استحملت عجزك كل الشهور دى
لو كنت وحشة كنت طلبت الطلاق منك وبحت بكل شئ لعيلتك وعيلتى
لكن انا متربية كويس اووى وعارفة ان الزوجة الصبورة جزاؤها عند الله عز وجل
ظل يكبح جماحة ويعتصر قبضتة پغضب وهو يستمع الى حديثها
ومن ثم لوحت الية بنظرة استجداء قائلةارحمنى يامصطفى حرام عليك
انا مستهلش منك كل دة لو صبرى نفذ انت المسئول مش انا
وبعد ان انهت حديثها غادرت حجرتة وذهبت الى حجرة
اخرى
رمت بثقل جسدها المحمل بالهموم والاحزان على الفراش
واطلقت العنان لدموعها وشهقاتها الحزينة
التي تركت بداخل قلبها حزنا عميق فظلت تبكى وتبكى دون توقف
فقد تبددت احلامها امام عينيها وكتب عليها الحرمان
انها انثى متزوجة منذ عدة اشهر 
ولكنها لا تجد الزوج الذى يلامس إحتياجها كاإمرأة
فهو لا يهتم لذلك ولا يفكر بمعالجة حالة والذهاب الى احد
الاطباء المتخصصين بحالتة فقط يهتم بمظهرة واظهار رجولتة امام العائلة
يريد ارغامها ان تكذب بقولها انها تحمل طفلا منة بداخل احشاءها
ولكنة لا يعلم بأن لكل كڈبة صدمة ولكل بداية نهاية ولكل قوة ضعفا
فسحقا لتلك الايام التى تمر ولا تحمل فى طياتها سوى الآلآم
داخل منزل عائلة العطار
هكذا كان مدون على لوح رخامى بجانب باب العمارة
بزغت شمس الصباح وغمرت آشعتها الذهبية المدينة بأكملها
وظهرت السماء الزرقاء صافية
وقفت فى خشوع وابتهال بين يد الله وامامها سجادة الصلاة واقامت
فرضها وهى تتضرع الى بارئها بدموع حاړقة
وبعد قليل دلف الى حجرتها فوجدها جالسة على فراشها تقرأ
وردها اليومى كعادتها كل صباح 
فتحدث بخفوت قائلا صباح الخير ياحبيبتى
لم تجاوبة حتى انها ظلت تقرأ بالمصحف الشريف ولم تنظر الية
فأقترب اليها وجلس مقابلها امد بجسدة يستلقى على فراشهم
وقام بوضع رأسة على فخذيها
فصدقت الاية الكريمة وتوقفت عن قراءة المزيد
ومن ثم قبلت المصحف بخشوع وقامت بوضعة بجانبها 
طأطأت رأسها الية فوجدت الدموع تنهمر من مقلتية بصمت
والحزن والندم قد بدى على صفحة وجهه ذو البشرة الخمرية
همست بلطف واناملها تتخلل خصلات شعرة الاسود البراق
بټعيط لية يامصطفى
احتاج الى الوقت ليستجمع شتات نفسة ويتوقف عن البكاء
وبعد برهة تحدث بنبرة يغلب عليها الالم والندمسامحينى ياآيات
ڠصب عنى أنا اسف انى مديت ايدى عليكى
اغدقت عين آيات بالدموع وقالتاول مرة تضربنى بالقلم
واول مرة تهينى بالشكل دة
تحول بنظراتة اليها وهو ما زال على وضعةوهتكون اخر مرة 
اعتذارا لها على ما بدر منة بالامس
فأنسابت دموعها حتى هبطت الى وجهة ف انتبة مصطفى لذلك
ومن ثم اعتدل وجلس مقابلها واخذ يمرر اناملة على وجهها الشاحب
ليجفف لآلئ دموعها وتحدث قائلاانا اسف مش هعمل كدا تانى
ومن ثم جذبها بين ذراعية واسطرد بصوت رخيم
بس وحياتى متسبنيش متتخليش عنى انا بحبك
ومش ممكن اعيش من غيرك متصدقيش اى كلمة قلتهالك 
انتى ست البنات كلهم وانا اللى مش
ابتعدت آيات عن صدرة وقاطعتة عن تكملة جملتة قائلة
وانت سيد الرجالة كلهم بس لو تسمع كلامى يامصطفى 
روح لدكتور متخصص علشان يقدر يساعدنا
نكمل جوازنا ونعيش بسعادة ونلبى لماما رقية رغبتها
بأنها تشوف حفيد من ابنها البكرى بدل ما نكدب عليها
واقول لها انى حامل ودا مش هينفع اكيد
بدت على وجهة علامات الانزعاج 
فأسرعت آيات تتحدث بخفوت وهى تحتضن وجهة بيديها
متتعصبش زى كل مرة احنا لازم نتكلم ونشوف حل ف المشكلة دى
توجة اليها بعينين منكسرة وقالمقدرش ياآيات مقدرش اروح
لدكتور طب هقولة اية اقولة انى مش راجل ومش قادر اتمم جوازى
اللى عدى علية شهور اقولة ان كل محاولاتى مع مراتى فشلت
افضح نفسى قدام واحد غريب
ابتسمت آيات مطمئنة وقالت لية بتقول كدا دا دكتور
ودى مهامة ربنا جعل الطب والدوا ومش عيب ولا حرام
اننا نلجأ لهم علشان يقدمولنا مساعدتهم وخبرتهم
وبأذن الله بيكون الشفاء على ايديهم
ازدرد مصطفى لعابة المرير وقالطب افرضى طلب منى
عمل جراحة اقولهم اية ف البيت
تحدثت آيات بصوت رخيم عذب وقالتمش لازم نقولهم وانا هكون جمبك
ومش ممكن اتخلى عنك بس انت طاوعنى وحياتى
نزع يدها بهدوء ونهض عن الفراش واخذ يتجول بحجرتة
الفسيحة وهو يفكر فى ما قالتة
وفى الاخير نظر اليها وقال بخفوت اوعدك انى افكر
زفرت آيات الهواء بحزن فها هى الان عادت معة أدراجها الى نقطة البداية
فكل مرة يسايرها ويقول لها انة سوف يفكر بالامر
وبعد ذلك لا يفعل شئ قط
داخل منزل عائلة العطار
وتحديدا بشقة بدر العطار
غادرت آيات شقتها بطلتها البهية المحتشمة
ولكنة احتشام تصاحبة الاناقة والذوق الرفيع
هبطت الدرج المؤدى الى اسفل دلفت الى شقة حمواها
بعد ان فتحت اليها الباب طفلة صغيرة
انحنت آيات الى ان وصلت الى مستواها وقبلتها بحب
على وجنتيها وقالتاهلا اهلا ملوكة صباح الجمال ياقمر
تحدثت ملك ذات الخمس سنوات قائلة بطفوليةصباح النور ياطنط آيات
ابتسمت آيات وقالت مستفهمةاومال فين جدو وتيتة
فأجابت ملك قائلةتيتة بتحضر الفطار وجدو بيصلى
فربتت آيات على رأس ملك وتركتها متوجهة حيث حجرة الطهى
فوجدت والدة زوجها تشرع بأعداد طعام الافطار للجميع
فتقدمت اليها بخطى ثابتة وقالتصباح الخير ياماما رقية
انتى بتحضرى الفطار ولا اية
أجابتها رقية بإستياء قائلة صباح النور اهو زى ماانتى شايفة
أندهشت آيات من نبرة صوتها فنظرت اليها فى حيرة
ارتسمت على محياها وقالتمالك ياماما رقية هو فية حد مزعلك
تحدثت رقية بحزن قائلةاقلعى النقاب وخدى راحتك
محدش هنا غيرى انا وعمك بدر وملك
فأنصاعت آيات الى حديث رقية ومن ثم نزعت نقابها بهدوء
ليظهر وجهها المشرق كالسحاب وشعرها البنى المخصل خصلات ذهبية
وعينيها البندقية الموشحة بدقة بالكحل الاسود الذى يعطى لعينيها
رونقا وسحرا مضاعفا
ومن ثم تحدثت آيات بخفوت قائلةادينى قلعت النقاب يلا بقى
قوليلى فية حاجة مزعلاكى
تركت رقية ما بيدها پغضب
وقالتوهو فية اية مش مزعلنى
انا خلاص تعبت مبقتش عارفة اتصرف ازاى بس ياربى
ربتت آيات على ظهرها وقالتاستهدى بالله ياماما رقية
واحكيلى اية اللى مزعلك كدا ع الصبح
انا امبارح سبتك كويسة وزى الفل ومزاجك كان رايق
رقية بحزنونعم بالله ولاء يا آيات ولاء مبقاش عندها اهتمام
ببنتها خلاص كل شوية ملك تسأل عنها وبنتى ولا ف دماغها
اهم حاجة شغلها وبس وسيبالى انا الحمل اشيلة لوحدى
فتحدثت آيات بخفوت وهى تجذبها لتجلس على مقعد امام
طاولة متواجدة بالمكان وقالتاقعدى بس ياماما رقية واهدى
كدا وقوليلى هى ملك سألتك تانى عن مامتها وباباها
جلست رقية على المقعد وقالتايوة يابنتى كل شوية تقوللى ماما
هترجع امتى ياتيتةماما وبابا وحشونى اوى ياتيتة 
انا زعلانة منهم انا عايزة اسافرلهم
وكلام زى دة كتير
وانا قلبى وجعنى على ملك
طفلة ف سنها محتاجة
 

 

 

 

 

تم نسخ الرابط